U3F1ZWV6ZTIxNjU2Nzk0NDQ2NDg0X0ZyZWUxMzY2Mjk3ODYxODM5NA==

قطار الدولة العثمانية

 قطار الدولة العثمانية

هي السكة الحديدية التي بدئ ببنائها سنة 1900، وتم بناؤها خلال ثمان سنوات، وابتهج المسلمون بوجودها لثماني سنوات فقط، ثم دُمّرت إلى اﻷبد...
كان عدد قاصدي مكة من اﻷناضول من معتمرين وحجاج من 10,000 إلى 15,000 شخص سنويًا، ووصل عددهم بعد افتتاح القطار إلى 300,000 شخص.


 قطار الدولة العثمانية


ينطلق القطار من إسطنبول إلى المدينة المنورة، فيقطع المسافة في 3 أيام، وقد تصل إلى 5 أيام في حال توقفه في استراحات دمشق، معان أو مدائن صالح، بعد أن كان يقطعها بمدة ما بين شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر.
وبعد أربع سنوات انتهي من تشييد 460 كم من الخط الذي وصل إلى مدينة معان في الأردن، كان الخط يرتبط أيضا بالبحر المتوسط عبر مدينة حيفا، وبنيت آلاف الجسور والقنوات والبحيرات والأنفاق والتجمعات الصناعية والمستودعات والمصافي ومساكن للعمال ومشافي وخزانات للمياه ومحطات للسكك الحديدية في كل مدينة.

بلغ طول السكك الحديدية 1900 كيلو مترا بعد تشييد الطرق الفرعية.وفي النهاية وصلت سكة حديد الحجاز إلى المدينة المنورة وافتتحت بحفل في عام 1908، وكلف الخط الذي بلغ طوله 1464 كيلو مترا ثلاثة ملايين ليرة عثمانية ( قرابة 430 كيلو غرام من الذهب).
كان من أهم مآثر السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله إنشاء سكة حديد الحجاز، وما أن أعلن عن المشروع، حتى شنت الصحف اﻷوروبية حملة تهكم كبيرة على السلطان ومشروعه، بهدف ثني السلطان عنه، وإسقاط الدولة العثمانية، فأرسلت بريطانيا جواسيسها لتخريب هذا المشروع.
بدأ العمل في عام 1900، وكان العمال ينجزون سنويا 150 كيلومتر، وهو معدل عالٍ في ذلك الزمان، وفي عام 1902 تفشى وباء الكوليرا في منطقة خط سكة الحديد في "عمّان" مما أدى إلى وفاة جنود عثمانيين وتوقف العمل سبعة أشهر.
وعندما وصل المشروع إلى مدائن صالح، أصدر السلطان أمرًا باستبعاد المهندس اﻷلماني "مايسنر" وجميع العاملين من غير المسلمين معه، لعدم رغبته بتجاوز أي شخص غير مسلم للمنطقة.

🔵ميزانية المشروع:

فاقت تكلفة المشروع ميزانية الدولة العثمانية، فعرضت بعض البنوك اﻷوروبية قروضا لتمويله مقابل امتلاك أسهم فيه، فرفض السلطان ذلك رفضا قاطعا حين قال: "إن هذا الخط ليس ملكا لي، بل ملك لجميع المسلمين في جميع أرجاء العالم اﻹسلامي."
وأعلن السلطان في جميع أرجاء العالم اﻹسلامي عن أكبر حملة تبرع لبناء خط سكة حديد الحجاز، وتبرع  من ماله الخاص بمبلغ 50,000 ليرة ذهبية (تعادل ثروة في ذلك الزمان) لصالح المشروع، كما خصص 18 بالمئة من ميزانية الدولة للمشروع.

تسابق مسلمو العالم للتبرع، ووصلت أكبر تبرعات من مسلمي الهند. إلا أنّها رغم ذلك لم تَكفِ، فماذا فعل السلطان؟
أمر الجنود العثمانيين بالمشاركة في بنائه، فبمشاركتهم لا يضطر لجلب أيدٍ عاملة، ويوفر اﻷجرة العاملة، وعند انتهاء المشروع يتقاعد الجندي نهائيا.

إلا أن العجز استمر، فجاءت فكرة الملصقات وطوابع البريد لسكة حديد الحجاز، فأمر بطباعتها وأمر الدوائر الحكومية بعدم قبول أي معاملة ما لم يكن عليها طابع سكة الحديد، واستحسن الشعب تلك الفكرة وأصبح دخل الطوابع لخط سكة الحديد.
ورغم ذلك لم تكفِ تلك اﻹجراءات لميزانية المشروع، وكادت أن تطوى فكرته، فتدخل السلطان مجددا وأمر بإجراء جريء، حيث أمر بحسم جزء من مرتبات موظفي الدولة لصالح إقامة خط سكة الحديد، وقال: إن الحسم مرتجع حال انتعاش ميزانية الدولة.

وللتغلب على ندرة الماء في الصحراء الشاسعة، أمر السلطان ببناء صهاريج ماء على طول خط سكة الحديد في مسافة ما بين 50 إلى 70 كيلومتر، فبدأ حفر اﻵبار في الأماكن التي يوجد فيها ماء على طول الطريق، وكان يحمل الماء على ظهور اﻹبل إلى الصهاريج.
أرسلت المخابرات البريطانية لورانس الذي عُرِف لاحقًا بـ"لورانس العرب" إلى الحجاز ﻹقناع القبائل العربية بالتمرد على الدولة العثمانية، ووعدهم بتأسيس دولة عربية خاصة بهم، فصدقوه وقامت الثورة العربية الكبرى، ووصلت السفن اﻹنجليزية محملة بالديناميت إلى البحر اﻷحمر لتفجير سكة حديد الحجاز على يد لورانس الخبير باستخدامها، وبدأ بتدمير شريان الحياة اﻹسلامية خط سكة حديد الحجاز في عام 1916، بعد ثماني سنوات من الحياة توقفت هذه القاطرة إلى اﻷبد.

عندما انتهى تشييد سكة حديد الحجاز، عين البدو لحمايتها، وأدرجوا في جدول الرواتب، كما درب كثير من الفنيين من أجل الصيانة. نالت الإمبراطورية العثمانية والخليفة احتراما كبيرا، وتجددت ثقة المسلمين بأنفسهم. طلب مسلمو الهند تمديد سكك حديد الحجاز إلى الهند عبر بغداد، وأعلنوا استعدادهم للقيام بدورهم في بناء الخط الجديد.

 قطار الدولة العثمانية


انطلقت الرحلة الأولى على خط سكك حديد الحجاز يوم السابع والعشرين من أغسطس/آب، وتوجه القطار الذي استقله بعض الضيوف من إسطنبول إلى دمشق ومنها إلى المدنية المنورة. وإلى جانب مندوب الدولة العثمانية استقل القطار صحفيون محليون وأجانب. كان القطار عبارة عن عربة كبيرة تمثل ردهة للقطار، وثلاث عربات للركاب، وعربة رابعة مخصصة للصلاة. كان القطار يسير بسرعة تتراوح بين 40-60 كم في الساعة، وهو ما يعد معدلا جيدا للغاية في ذلك الوقت، ولم يكن القطار يتوقف إلا للصلاة والتزود بالوقود، فبينما كان الركاب يؤدون الصلاة في الصحراء، كانت الجمال تجلب المياه إلى القطار الذي وصل بعد ثلاثة أيام إلى المدنية المنورة.

لا تنسى صديقي مشاركة المقال مع أصدقائك إذا أعجبك و ترك تعليق لنا كتشجيع لنا منك 
Commentaires
Aucun commentaire
Publier un commentaire

Publier un commentaire

NomCourrielMessage