كان المسلمون قد انتصروا على جيوش الفرس في معارك عديدةٍ متتاليةٍ، وأضحوا يطاردون فلول تلك الجيوش دون أن يتركوا لها فرصةً لالتقاط أنفاسها، فمنذ انتصارهم السَّاحق في معركة القادسيَّة بالعراق حتَّى المعركة الحاسمة في نهاوند، مرَّت أربع سنوات كان المسلمون ينتقلون خلالها من نصرٍ إلى نصرٍ، وكانت تلك الجيوش تتابع تقدُّمها؛ لكي تقضي على ما تبقَّى من فلول جيوش الإِمبراطوريَّة الهرمة، لولا أنَّ أوامر الخليفة سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ كانت تقضي بالتَّوقُّف أمام جبال زغروس، وعدم تجاوزها، وذلك بغية إِعادة تنظيم الجيوش المنهكة من القتال المستمرِّ، وتنظيم إِدارة الأقاليم المفتوحة.
لقد أثارت الهزائم المتتالية الَّتي ألحقها المسلمون بالفرس بعد القادسيَّة خاصَّةً حفيظتهم، وحنقهم، ولم تكن كافيةً على ما يبدو للقضاء نهائيَّاً على مقاومتهم فكتب أمراؤهم، وقادتهم إِلى مليكهم ( يزدجرد )، يستنهضونه للقتال من جديد فعزم عليه، وأخذ يعدُّ العدَّة للعودة إِلى قتال المسلمين فيما تبقَّى له في بلاده من معاقل، ومعتصمات، فكتب إِلى أهل الجبال من الباب إِلى سجستان، فخراسان أن يتحرَّكوا للقاء المسلمين، وواعدهم جميعاً نهاوند، وكان قد وقع عليها الاختيار كمركزٍ أخيرٍ للمقاومة، وكميدانٍ للمعركة الحاسمة، فهي مدينةٌ منيعةٌ تحيط بها الجبال من كلِّ جانب، ولا يمكن الوصول إِليها إِلا عبر مسالك وعرةٍ صعبةٍ، وقد تحشَّد الفرس في هذه المدينة، واجتمع ليزد جرد فيها مئةٌ وخمسون ألف مقاتل
أرسل سيدنا سعد رضي الله عنه وكان قائد المسلمين في العراق رجلا من المسلمين يقال له - قريب بن ظفر العبدي - رسولا إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه
فقال : بلغ الفرس خمسين ومائة ألف مقاتل فإن جاءونا قبل أن نبادرهم ازدادوا جرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك
قال له سيدنا عمر: ما اسمك ؟ قال: قريب، قال : ابن من ؟ قال : ابن ظفر
فتفاءل سيدناعمر وقال : ظفر قريب إن شاء الله ولا قوة إلا بالله.
أرسل سيدنا عمر سيدنا محمد بن مسلمة إلى سيدنا سعد ليخبره أن يستعد بالناس لملاقاة الفرس، فقد نفرت الفرس بجانب يزدجرد وتجمعت على الفيرزان
أنت أفضل رأيا، وأحسن مقدرة، قال : أشيروا علي به واجعلوه عراقيا.
قالوا : يا أمير المؤمنين، أنت أعلم بأهل العراق وجندك قد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم، فقال: أما والله لأولين أمرهم رجلا ليكونن أول الأسنة ( كناية عن شجاعته ) إذا لقيها غدا، فقيل من يا أمير المؤمنين ؟ فقال: النعمان بن مقرن المزني ، فقالوا : هو لها
كتب سيدنا عمر الى سيدنا النعمان قائلاً :
فإنه قد بلغني أن جموعًا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين، ولا توطئهم وعرًا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقًّا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة, فإن رجلاً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليكم "
واستشار سيدنا عمر مجلس شوراه، وتقرَّر أن يتولَّى قيادة جيوش المسلمين في نهاوند النُّعمان بن مقرِّن، ووضع الخليفة خطَّةً لتعبئة جيش المسلمين على الشَّكل التَّالي:
ـ النُّعمان بن مقرِّن المزني (والي كسكر) قائداً عامَّاً للجيش.
ـ حذيفة بن اليمان قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل الكوفة.
ـ أبو موسى الأشعري ( والي البصرة ) قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل البصرة.
ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب : قائداً لفرقة تعبَّأ من المهاجرين، والأنصار.
وكتب إلى كافة قادة القوات: « إذا التقيتم فأميركم النعمان بن مقرن المزني ».
رضي الله عنهم أجمعين
تجمعت الجيوش الفارسية في مدينة "ماه" على بُعد مائة وثلاثين كيلو مترًا منها وعندما وصلت الجيوش وجدوا المسلمون أن الجيش الفارسي عسكر خارج مدينة نَهاوَنْد وعلى رأسه الفيرزان
عبأ سيدنا النعمان الكتائب ونظم كل من في جيش الإسلام وعددهم ثلاثون ألفا
فجعل على مقدمة الجيش، نعيم بن مقرن، وعلى الميمنة سيدنا حذيفة بن اليمان وعلى الميسرة سيدنا سويد بن مقرن، وعلى المقدمة سيدنا القعقاع بن عمرو، وعلى الساقة سيدنا مجاشع بن مسعود. رضي الله عنهم أجمعين
ونظم الفرس قواتهم تحت إمرة الفيزران وعلى الميمنة والميسرة الزردق وبهمن جاذويه الذي ترك مكانه إلى ذي الحاجب
ولما رأى سيدنا النعمان جمعهم الكبير، كبر فكبر معه المسلمون فتزلزلت قلوب الفرس وحطت قواتهم.
لا تنسى صديقي مشاركة المقال مع أصدقائك إذا أعجبك و ترك تعليق لنا كتشجيع لنا منك
لقد أثارت الهزائم المتتالية الَّتي ألحقها المسلمون بالفرس بعد القادسيَّة خاصَّةً حفيظتهم، وحنقهم، ولم تكن كافيةً على ما يبدو للقضاء نهائيَّاً على مقاومتهم فكتب أمراؤهم، وقادتهم إِلى مليكهم ( يزدجرد )، يستنهضونه للقتال من جديد فعزم عليه، وأخذ يعدُّ العدَّة للعودة إِلى قتال المسلمين فيما تبقَّى له في بلاده من معاقل، ومعتصمات، فكتب إِلى أهل الجبال من الباب إِلى سجستان، فخراسان أن يتحرَّكوا للقاء المسلمين، وواعدهم جميعاً نهاوند، وكان قد وقع عليها الاختيار كمركزٍ أخيرٍ للمقاومة، وكميدانٍ للمعركة الحاسمة، فهي مدينةٌ منيعةٌ تحيط بها الجبال من كلِّ جانب، ولا يمكن الوصول إِليها إِلا عبر مسالك وعرةٍ صعبةٍ، وقد تحشَّد الفرس في هذه المدينة، واجتمع ليزد جرد فيها مئةٌ وخمسون ألف مقاتل
أرسل سيدنا سعد رضي الله عنه وكان قائد المسلمين في العراق رجلا من المسلمين يقال له - قريب بن ظفر العبدي - رسولا إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه
فقال : بلغ الفرس خمسين ومائة ألف مقاتل فإن جاءونا قبل أن نبادرهم ازدادوا جرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك
قال له سيدنا عمر: ما اسمك ؟ قال: قريب، قال : ابن من ؟ قال : ابن ظفر
فتفاءل سيدناعمر وقال : ظفر قريب إن شاء الله ولا قوة إلا بالله.
أرسل سيدنا عمر سيدنا محمد بن مسلمة إلى سيدنا سعد ليخبره أن يستعد بالناس لملاقاة الفرس، فقد نفرت الفرس بجانب يزدجرد وتجمعت على الفيرزان
قال سيدنا عمر أشيروا علي برجل أوليه ذلك الثغر غدا قالوا:
أنت أفضل رأيا، وأحسن مقدرة، قال : أشيروا علي به واجعلوه عراقيا.
قالوا : يا أمير المؤمنين، أنت أعلم بأهل العراق وجندك قد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم، فقال: أما والله لأولين أمرهم رجلا ليكونن أول الأسنة ( كناية عن شجاعته ) إذا لقيها غدا، فقيل من يا أمير المؤمنين ؟ فقال: النعمان بن مقرن المزني ، فقالوا : هو لها
كتب سيدنا عمر الى سيدنا النعمان قائلاً :
فإنه قد بلغني أن جموعًا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين، ولا توطئهم وعرًا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقًّا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة, فإن رجلاً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليكم "
واستشار سيدنا عمر مجلس شوراه، وتقرَّر أن يتولَّى قيادة جيوش المسلمين في نهاوند النُّعمان بن مقرِّن، ووضع الخليفة خطَّةً لتعبئة جيش المسلمين على الشَّكل التَّالي:
ـ النُّعمان بن مقرِّن المزني (والي كسكر) قائداً عامَّاً للجيش.
ـ حذيفة بن اليمان قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل الكوفة.
ـ أبو موسى الأشعري ( والي البصرة ) قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل البصرة.
ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب : قائداً لفرقة تعبَّأ من المهاجرين، والأنصار.
وكتب إلى كافة قادة القوات: « إذا التقيتم فأميركم النعمان بن مقرن المزني ».
رضي الله عنهم أجمعين
تجمعت الجيوش الفارسية في مدينة "ماه" على بُعد مائة وثلاثين كيلو مترًا منها وعندما وصلت الجيوش وجدوا المسلمون أن الجيش الفارسي عسكر خارج مدينة نَهاوَنْد وعلى رأسه الفيرزان
عبأ سيدنا النعمان الكتائب ونظم كل من في جيش الإسلام وعددهم ثلاثون ألفا
فجعل على مقدمة الجيش، نعيم بن مقرن، وعلى الميمنة سيدنا حذيفة بن اليمان وعلى الميسرة سيدنا سويد بن مقرن، وعلى المقدمة سيدنا القعقاع بن عمرو، وعلى الساقة سيدنا مجاشع بن مسعود. رضي الله عنهم أجمعين
ونظم الفرس قواتهم تحت إمرة الفيزران وعلى الميمنة والميسرة الزردق وبهمن جاذويه الذي ترك مكانه إلى ذي الحاجب
ولما رأى سيدنا النعمان جمعهم الكبير، كبر فكبر معه المسلمون فتزلزلت قلوب الفرس وحطت قواتهم.
لا تنسى صديقي مشاركة المقال مع أصدقائك إذا أعجبك و ترك تعليق لنا كتشجيع لنا منك
Publier un commentaire