U3F1ZWV6ZTIxNjU2Nzk0NDQ2NDg0X0ZyZWUxMzY2Mjk3ODYxODM5NA==

سَفَر الحَوَالي .. باحِث أم مَبَاحِث ؟

بعد عقود من الذل التي قضاها المسلمون تحت وطأة أعداء ﷲ، ورفع الحكم بشرعه من أرضه، وترك الجهاد وتسلط أسافل الخلق على هذه الأمة، بدأت منذ ما يربو على العقدين تخرج من تحت تلك الأنقاض أقوام أحيى القرآن في قلوبهم روح العزة وعلموا أن هذا الحال وتلكم الأعداء لن يقهرها إلا كتابٌ هادي وسيفٌ ناصر.


سَفَر الحَوَالي .. باحِث أم مَبَاحِث ؟


علموا أن ملة الكـفر الجاثمة على صدر الأمة لن يقهرها إلا ضرب الرقاب، وأن أمجاد الأمة لن تعود إلا بأخذ الكتاب بقوة، فخلّفوا ورائهم الخنوع، ونفضوا عنهم غبار الذّلة والخضوع، فحملوا السلا.ح، وقالوا بأنفة الإسلام: الدم الدم، والهدم الهدم.

ولما أقضّت تلك العُصَب وهؤلاء النُزّاع مضاجع الطو.اغيت، ومن خلفهم أوليائهم من الصليبين، وأهلكتهم الصولات والجولات، فكّروا وقدّروا فما وجدوا حلًا إلا حرب العقول، ولما علموا أن عقل المسلم لا يحركه إلا كتاب ﷲ وسنة نبيه، عزموا أن يحتلوا رؤوس النُّخب المنحرفة، فيوجهوها للنيل من هؤلاء المُهدّدون لعروش الطواغيت، وتحوير نصر الأمة المرتقب أو تأجيله إن لم يكن كسره وتخييبه.

وكان من هؤلاء الذين عملوا على إجهاض هذا النصر ما يُسمّى بتيار الصحوة عبر تشريعهم لحكم الطواغيت وذمّ المجاهدين والوشاية بهم وتسليمهم، وأحد أكابره إذّاك هو: سَفَر الحوالي، وإليكم ها هنا بعضًا من عاره، وشيئا من أدرانه:

أولا: عمله مع طاغوت آل سلول ووزير داخليته بتسليمه للمجاهدين في جزيرة العرب، ودعوته للمجاهدين خارجها أن يعودوا ويسلموا أنفسهم، ومن هؤلاء الذين حاول تسليمهم الشيخ فارس آل شويل الزهراني، وقد بيّن الشيخ ذلك في رسالته "بيان حول الدعاوي الكاذبة من سفر الحوالي وأشباهه" فقال : (ولم أكن أحرص أن أرد على فلان أو علان، ولكن كما قال رسول ﷲ -ﷺ-: (من يعذرني فيمن آذاني في أهل بيتي)، وسفر قد آذاني وافترى علي وكذب، كما آذى عباد الله المجا.هدين، والكل يرى دوره الحثيث في تسليم المجا.هدين واحدا تلو الآخر، حتى إنه اعترف هو بنفسه بتسليم أكثر من مائة مجا.هد).

وقد أغرى سفر الحوالي أكثر من ( ٢٠) من الإخوة المجاهدين -خارج الجزيرة- بالعودة وتسليم أنفسهم، وأنه الكفيل بأن لاينالهم أي أذى، فلما سلم الإخوة أنفسهم قلب لهم ظهر المجن، فزار بعض الأهالي الحوالي طالبين منه الوفاء بما وعد، ولعلمهم أيضاً أنه من المقربين لابن نايف، فأخلف وعده وقال: إن غاية ماقاله لهم أنه نصحهم ليعودوا لرشدهم .!

ثانيا: دوره الفعال في الحرب على المجاهدين والذب عن الطواغيت عبر بيانات ورسائل ومبادرات منها: البيان الإنبطاحي التعيس (على أي أساس نتعايش)، ثم تلوه بحملتهم الآثمة (الحملة العالمية لمقاومة العدوان)، ومنها مداخلته المشهورة الموبوئة على برنامج بلا حدود في قناة الجزيرة، ومن ثم مبادراته المتعددة لإيقاف العنف -الجهاد- في كل مكان، وتنظيراته المتعددة للعيش في الفترة المكية دون غيرها وكأن ليس دينًا إلا ما كان بمكة.

وفي النهاية فكل تلك البيانات والرسائل والمبادرات لا تصب إلا في قالب واحد:
 تعميم السبات الغثائي وتأصيله، وتطبيع الوهن وتطويع الأمة للهزيمة والقضاء على روح العزة فيها، ثم تطبيق ذلك على أرض الواقع بنصب الفخاخ للمجاهدين والسعي الدؤوب للوصول لأي مطلوب، وقد نجح حقًا في فعل ما عجزت عنه ضباط المباحث والمخابرات بتمثيل دور المشفق والمساعد.

هذا هو سفر الحوالي، وهذا هو سعيه وكدّه، هذا نسجه لخيوط الاستكانة، وحياكته لشباك الذل والمهانة، وما فعل هذا خلسة أو مُتخفيا حتى نرى الآن من يجعله بطلًا مغوارا، ولا سكت عنه العلماء الربانيين حينها حتى يدّعي أحدا الآن خفاء حاله وتدليسه.

وأما سجنه والتنكيل به الآن؛ فتلك هي سُنة ﷲ في خلقه، من أعان ظالما سلطه ﷲ عليه، وقد صدق القائل إذ قال:

نُرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع

فلم يُبقِ سَفَر إذ مزق دينه لأجل الطواغيت دينه ولا ما يُرقّعُ.

لا تنسى صديقي مشاركة المقال مع أصدقائك إذا أعجبك و ترك تعليق لنا كتشجيع لنا منك 
Commentaires
Aucun commentaire
Publier un commentaire

Publier un commentaire

NomCourrielMessage